أسوار المدينةتحيط الأسوار بمدينة صفاقس العتيقة كسوار يُوشِّي معصم عروس ليلة جلوتها، أو مثل سفاقس يلتف بلطف ورقة على خصرها من كل جانب في عشق أزلي، وسفاقس هو إزار كان البربر يحتزمونه، مما جعل سكانها الأول هكذا يسمونها. لقد أولاها أبناؤها عناية موصولة من ترميم وصيانة، فأوقفوا لذلك بكل سخاء ريع بعض من عقاراتهم في نطاق نظام الأحباس، محافظة على سلامتها وتخطيطها منذ تأسيسها في القرن الثالث الهجري، تزامنا مع تشييد الجامع الأعظم. أما اليوم، فالدولة التونسية هي التي أخذت على عاتقها مهمة صيانة هذا المعلم المرتب ضمن التراث الوطني، والمحافظة على أصالته التاريخية. تبلغ الأسوار ما يزيد عن ألفي متر طولية، محيطة بالمدينة العتيقة في شكل مستطيل يمسح 24 هكتارا. ويتوج هذا البناء الشامخ خط من الشرفات المسننة ويجلله عدد من الحصون والأبراج ذات الأنماط المختلفة منها المربع والمستطيل والمسدس، والتي يربط بينها ممشى للعسس، إضافة إلى الحصون الضخمة التي شيدت في أركانه الأربعة وهي برج النار وبرج مسعودة والقصبة وبرج القصر.
|